حضرة ميرزا طاهر أحمد رحمه الله تعالى، الخليفة الرابع لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام
(1928-2003)
خليفة المسيح الموعود (1982-2003)
ولد حضرة ميرزا طاهر أحمد رحمه الله تعالى، الخليفة الرابع للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام، في قاديان بالهند، في 18/12/1928. والده حضرة ميرزا بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه (الخليفة الثاني، والمصلح الموعود). ووالدته حضرة سيدة مريم بيغم.
درس حضرة ميرزا طاهر أحمد رحمه الله مدة سنتين في كلية لاهور الحكومية، قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة البنجاب. وفي عام 1949 حصل على درجة "الشاهد" من الجامعة الإسلامية الأحمدية، قبل مواصلة تعليمه العالي في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن. وعند عودته إلى باكستان بعد الانتهاء من دراسته، تزوج آصفة بيغم عام 1957، وكرس حياته لخدمة الجماعة الإسلامية الأحمدية. وفي تشرين أول عام 1958، عُيّن مسؤولا عن مشروع "الوقف الجديد" لنشر أعلى درجات الفضيلة والاهتمام بمصالح الأحمديين.
من 1960-1969، تم تعيينه نائب رئيس مجلس خدام الأحمدية، ثم رئيسًا له، وهو إحدى منظمات الجماعة الأحمدية التي تضم مَن تتراوح أعمارهم بين 15 و 40 عامًا. كما شغل أيضًا منصب مدير مؤسسة "فضل عمر"، وراعي الرابطة الدولية للمعماريين والمهندسين الأحمديين (IAAAE).
وفي كانون الثاني من عام 1979، انتخب رئيس "مجلس أنصار الله"، وهي منظمة من منظمات الجماعة الأحمدية تضم أبناء الجماعة ممن أعمارهم أربعين سنة فما فوق، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1982 عندما انتُخب خليفةً رابعًا للمسيح الموعود عليه السلام. وبعد انتخابه بوقت قصير، وبالتحديد في عام 1984، اضطُر للهجرة إلى إنجلترا، مِن وجه نظام مستبد يزداد تعصبه ضد المسلمين الأحمديين في باكستان.
واصلت الجماعة توسعها من خلال المكاتب الإدارية المختلفة التي أنشئت حديثًا في المملكة المتحدة، واستمرت إنجازات حضرة ميرزا طاهر أحمد رحمه الله في التوسع.
وفي عام 1992، أطلق أول قناة تلفزيونية فضائية إسلامية من لندن، التلفزيون الإسلامي الأحمدي (MTA)، الذي يشاهده حاليًا الملايين في جميع أنحاء العالم.
وكان حضرته يسعى دائما لخدمة الإنسانية من خلال المشاريع المختلفة والتي كان من بينها منظمة "الإنسانية أولًا"، التي أنشئت عام 1993. وهي منظمة خيرية إنسانية لا تزال حتى اليوم تساهم في تقديم الغذاء والكساء والدواء والتبرع بالدم، وما إلى ذلك. منظمة "الإنسانية أولًا" تشارك دائمًا في تقديم المساعدات والإغاثة في كل مكان، سواء في بلد محتاج من بلدان العالم الثالث، أو في مكان كارثة من صنع الإنسان أو كوارث طبيعية تتطلب مساعدة عاجلة.
وإلى جانب حبه لخدمة الإنسانية، اهتم حضرته اهتماما كبيرا بالطب المثلي، فأنشأ عددًا كبيرًا من عياداته في جميع أنحاء العالم، لصرف الدواء مجانا لجميع المحتاجين. وإن اهتمامه بمساعدة وعلاج المصابين بالأمراض دفعه إلى نشر محاضراته العديدة عن الطب المثلي في كتاب تحت عنوان: المعالجة المثلية، وذلك عام 1994.
كان كاتبا غزير الإنتاج، ونشر مجموعة واسعة من الأعمال العلمية حول مواضيع شتى، بما في ذلك الدين، والعلم، والفلسفة، والشؤون المعاصرة. ومن بين هذه المنشورات "القتل باسم الدين" عام (1989)، و"الوحي، العقلانية، المعرفة، والحق" عام (1998).
توفي حضرة ميرزا طاهر أحمد رحمه الله تعالى يوم 19/04/2003، في لندن، بالمملكة المتحدة، ودفن في "إسلام آباد"، تيلفورد، سري.